غزّة تقترب من الحرب الشاملة: توغل إسرائيلي وتصدٍّ فصائلي
عباس يحذر من صيف ساخن
الأمم المتحدة: إسرائيل لا تفي بتعهداتهابعد سلسلة من التصريحات الرئاسية الفلسطينية التي ظلت تعكس أملاً غير متحقق على الأرض، عاد الرئيس محمود عباس أمس إلى تشاؤمه، عبر تحذيره من «صيف ساخن» يقود إلى الفوضى الشاملة، في وقت بدت غزة كأنها تقترب خطوة إضافية نحو الحرب الشاملة.قامت قوة من الجيش الاسرائيلي مدعومة بدبابات وآليات عسكرية، يرافقها قصف جوي بالصواريخ، بعمليات توغل متكررة أمس، على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، حيث اشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين عملوا على صد التوغلات، فيما تمكّن الجيش الإسرائيلي من التقدم بعمق يزيد على ألف متر تحت تغطية نيران مروحيات.
وقتلت القوات الإسرائيلية، خلال توغلها، ناشطين من «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وأربعة مدنيين، بينهم الفتى رياض العويسي البالغ من العمر 12 عاماً، في حين أصيب عشرون فلسطينياً.
وظلت الاشتباكات العنيفة مستمرة حتى وقت متأخر أمس، في وقت أطلقت طائرة استطلاع صاروخا باتجاه مجموعة من النشطاء الفلسطينيين، كانوا يطلقون قذائف «هاون»، من دون أن يصاب أحد منهم.
وأطلقت الدبابات الإسرائيلية عددا كبيرا من القذائف والرصاص باتجاه المناطق الفلسطينية، بينما قامت جرافة عسكرية بأعمال تجريف في أراضي المواطنين.
تصدٍّ «فصائلي»
وخلال العمليات العسكرية، أعلنت كتائب «عز الدين القسام» عن استهداف دبابة متوغلة شرق البريج بعبوة وقذيفة صاروخية «أر بي جي»، كما أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، أنها أطلقت قذيفة صاروخية من نفس النوع على دبابة إسرائيلية، وقذيفتي «هاون» على تجمع للجنود الإسرائيليين شرق المخيم، مؤكدة وقوع إصابات في صفوفهم.
وفي السياق، أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية لـ«لجان المقاومة الشعبية»، أنها قصفت تجمعا للآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة شرق المخيم، بخمس قذائف «هاون» من عيار 100 ملم.
وتصاعدت عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي لهذه المنطقة، حيث توغل بها أكثر من ثلاث مرات خلال يومين، في إثر العملية التي نفذتها فصائل فلسطينية قرب معبر «ناحال عوز» الأربعاء الماضي، التي أدت الى مقتل إسرائلييين اثنين.
الرئاسة الفلسطينية تحذر
وفي ظل التوتر الأمني المتصاعد، حذرت الرئاسة الفلسطينية امس، من ان المنطقة «ستشهد صيفا ساخنا اذا استمرت اسرائيل في المماطلة، ولم يتم التوصل الى اتفاق وفق تعهدات مؤتمر انابوليس».
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، «نحذر من ان المنطقة ستشهد صيفا ساخنا وهي على مفترق طرق».
واضاف «على اسرائيل والادارة الأميركية العمل على عدم اضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام، لان البديل عن السلام هو الفوضى الشاملة في المنطقة».
وأكد أبو ردينة ان «التفاهمات وحدها لا تكفي ولا بد من التوصل الى اتفاق وفق التعهدات التي تمت في انابوليس». وشدد على ان «سياسة التأجيل، وإضاعة الوقت والتهرب وسياسة الاستيطان والاجتياحات، لا تشجع على خلق المناخ الملائم لنجاح المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي».
وكان المتحدث الفلسطيني يرد على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، في وقت سابق أمس، قال فيها انه لا يرى فرصة لتنفيذ اتفاق مع السلطة الفلسطينية في المستقبل القريب، وانه يمكن التوصل الى «تفاهمات فقط».
انتقاد أممي لإسرائيل
وجاء بيان الرئاسة الفلسطينية بالتزامن مع تقرير للأمم المتحدة، أكد أن إسرائيل «لا تفي بالتعهدات أمام الإدارة الأميركية، بخصوص تسهيل تنقل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية».
وأعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أمس، انه «رغم ان اسرائيل ازالت 44 حاجزا موزعة في انحاء الضفة الغربية، الا ان معظم هذه الحواجز قليلة الاهمية او ليست ذات اهمية على الاطلاق».
ولفت المكتب الذي يراقب الحواجز ونقاط التفتيش التي تقيمها اسرائيل في الضفة الغربية، الى ان «خمسة حواجز ازيلت في حين ان خمسة حواجز اخرى أزيلت ثم أعيدت».
وأدرج المكتب 11 حالة لحواجز قال انه «لا يوجد اي دليل على وجودها في المكان الذي قيل انه تمت ازالتها منه».
واضاف ان «17 من الحواحز التي تمت ازالتها غير مهمة، حيث انها كانت في منطقة عسكرية مغلقة، او انه كانت توجد طريق بديلة على بعد 50 مترا من الحاجز، او انه تمت ازالة الحاجز في وقت سابق».
واشار التقرير الى ان «تسعة حواجز أخرى ليس لها أهمية، أزيلت كذلك، حيث انها في بعض الحالات كانت تؤدي الى قطعة صغيرة من الأرض تستخدمها عائلة واحدة فقط».
(غزة، رام الله، تل أبيب - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
[u][b]