المصدر: مجلة الكوثر
العدد: 38
الصفحة: 58
العنوان:
قرحة المعده
اسبابها علاجها ، طرق الوقاية منها
تغطي السطح الداخلي للمعدة طبقة تفرز مادة مخاطية وظيفتها وقاية جدار المعدة من الاحماض التي تساعد علي هضم الطعام خصوصا حامض الهيدروكلوريك المعروف بدرجة حمضيته العالية. فعندما تفشل هذه المادة المخاطية في اداء دورها الوقائي لسبب او لآخر ، يصبح جدار المعدة معرضا للاصابة بالقرحة.
تشخيص القرحة
ومن ثم فالقرحة هي جرح يشكل فجوة صغيرة دائرية او بيضاوية الشكل يتراوح قطرها بين 3 مليمترات و 3 سنتيمترات تقريبا ، وينشأ في الجدار الداخلي للقناة الهضمية في المريء او المعدة او الاثني عشر ، وتعتبر القرحة من الامراض المنتشرة التي قد تؤدي الي مضاعفات خطيرة، منها الوفاة في بعض الاحيان.
وبالرغم من ان هناك نسبة قليلة من المرضي المصابين بالقرحة لا يشكون من اي اعراض، الا ان الاغلبية يعانون آلاما في المعدة ، وغالبا ما يكون الالم علي شكل حرقة ، او حرارة ومغص ينتشر عبر القسم الاعلي من البطن ويظهر عادة مع الجوع، او بعد ساعة الي ثلاث ساعات من تناول الطعام، في حين انه يخ مباشرة بعد تناول الادوية المضادة للاحماض وقد يشعر المريض بالغثيان والقيء وفقدان شهية للاكل . وقد تحدث هذه الاعراض اثناء النوم، وفي بعض الاحيان تنحصر الآلام في منطقة الصدر، وفي هذه الحالة يصعب التمييز بينها وبين آلام الذبحة الصدرية.
اسباب الاصابة بالقرحة:
وتعود اسباب الاصابة بالقرحة الي الاسباب التالية:
1 ـــ التدخين والكحول:
اثبتت الدراسات ان نسبة الاصابة بالقرحة عند المدخنين تزيد بمقدار ضعفين عن نسبة اصابة غير المدخنين ، وكذلك الحال بالنسبة لمتعاطي المسكرات والخمور ، بل ان مضاعافات القرحة الناجمة عن هذه الاسباب تكون اشد خطورة كالاصابة بالنزيف مثلا.
2 ـــ تناول بعض الادوية:
ومن الاسباب ايضا تناول بعض الادوية مثل الاسبرين ومشتقاته ، او الاكثار من تناول المسكنات المضادة للالتهابات الروماتيزمية ، وخصوصا المرضي المصابين بداء الروماتيزم الذين يحتاجون يوميا الي كميات كبيرة من هذه المسكنات.
3 ـــ تناول بعض الاطعمة والمشروبات:
لاننسي ان بعض الاطعمة والمشروبات قد يؤدي تناولها الي تنفاقم اعراض القرحة، ومن هذه الاطعمة الاكلات الحارة الغنية بالتوابل والبهارات والعصائر الحمضية، ولذلك ينصح المصابون بالقرحة بعدم تناول المواد الغذائية التي قد تؤدي الي تفاقم الاعراض.
4 ـــ الاجهاد النفسي:
من العوامل المؤدية الي الاصابة بالقرحة الاضطرابات النفسية والقلق والتوتر او ما يعرف بالاجهاد النفسي الذي يؤدي الي زيادة في الافرازات الحمضية في الجهاز الهضمي. وتسير الاحصاءات الي ان الاشخاص الذين ينظرون الي الحياة نظرة متشائمة ويعانون من مثل هذه الحالات النفسية هم اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من غيرهم .
5 ـــ العوامل الوراثية:
كما تلعب العوامل الوراثية دورا مهما في نشوء القرحة، وقد اثبتت الاحصاءات المتعلقة بعوامل الوراثة ان نسبة الاصابة بقرحة الاثني عشر تزيد بمقدار ثلاثة اضعاف في اشخاص العائلة الواحدة في حالة اصابة احدهم بها مقارنة بالعائلات الاخري التي يصاب بعض افرادها لاسباب غير وراثية.
مضاعفات القرحة:
يعتبر النزيف احد اسوء المضاعفات الخطيرة علي حياة المصابين بالقرحة، فقد يقع نتيجة حدوث جرح في احد الاوعية الدموية الملاصقة لجدار المعدة ، او قد يكون نزيفا ثانويا في البداية لكنه يؤدي تدريجيا الي فقر الدم ، او قد يكون نزيفا رئيسيا اذا حدث جرح وعاء دموي رئيس فيتحول الي نزيف ملحوظ يظهر في البراز او في القيء، وقد تؤدي هذه الحالات من النزيف الي فقد كمية كبيرة من الدم وبالتالي الي هبوط في الضغط ونقص كمية الدم الجاري في الدماغ فيشعر المصاب بسبب ذلك بالدوار او الاغماء، بل فقدان الوعي في بعض الحالات ويحتاج المريض فيها الي نقل دم سريع، ويجري له منظار الجهاز الهضمي العلوي لتحديد مكان النزف وعلاجة بواسطة الكي او اشعة اليزر.
علاج القرحة:
يمكن علاج معظم حالات القرحة بالعقاقير الطبية ومن النادر ان يلجأ الطبيب الي الجراحة، الا في الحالات التي تحدث فيها مضاعفات خطيرة ، وتعمل هذه العقاقير علي الاقلال من افراز الجامض المعوي، وهناك عقاقير اخري تساعد علي تكوين طبقة داخلية تغطي الطبقة المحاطية لجدار المعدة الداخلي لحمايتها من تأثير الاحماض.
كيف تحمي نفسك من القرحة؟
تتلخص وسائل الوقاية من القرحة في الابتعاد عن العوامل التي تساعد علي نشوئها ومنها:
• الامتناع عن التدحين والمشروبات الكحولية.
• امتناع المصابين بالقرحة ، عن تناول اقراص الاسبرين او اي ادوية تحتوي علي الاسبرين وضرورة استشارة الطبيب في حالة الحاجة الي الادوية المسكنة للآلام مثل الصداع والروماتيزم.
• تناول وجبات خفيفة من الاطعمة سهلة الهضم كالطعام المسلوق والخضار والفاكهة الطازجة ، وتفادي الاطعمة المعدة بالبهارات والتوابل، او الحلويات القوية ، او بعض المشروبات كالقهوة، والالتزام بنظام تغذية متوازن ليس فيه افراط ولا تفريط، وتجنب الاكل الا في حالة الاحساس بالجوع، وتفادي الاكل في حالات الانفعالات النفسية، لان ذلك قد يؤدي الي اضطرابات وسوء الهضم. كما يجب اتباع المنهج الطبي النبوي السليم القائم علي القاعدة الصحية المتمثلة في قول النبي __ صلي الله عليه وسلم __ : (( ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)).