قلوب هى....الرحمة
يقول الحق تعالي: "وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب" [الكهف 58].
وروي الإمام مسلم أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من أحد يدخله عمله الجنة" فقيل: ولا أنت يارسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمته" ويقول الحق: "ورحمته وسعت كل شيء" الأعراف .156 فمن رحمة الله سترك بعد المعصية. تخيل لو فضحنا الله بعد المعصية وبعد معصيتك لله تجد علي باب بيتك شرحا لما فعلته من معصية فلان عصي وفعل كذا وكذا ولكن من رحمة الله أنه يسترنا بعد المعصية ومن رحمته أنه ييسر لنا التوبة كما رأينا يسرها لآدم فسبحان الله ليس العجيب أن عبداً يتذلل إلي سيده ويتودد إليه ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلي عبده فالله يتودد إلينا برحمته. ورحمته عمت البشرية جميعها حتي الكفرة فلم يمنع الله الرزق عن الكافر أبداً فيعصون الله ولا يؤمنون به ومع ذلك لا يمنع عنهم الهواء ولا غيره فهذه رحمة... جاء شيخ كبير إلي سيدنا إبراهيم فدعاه سيدنا إبراهيم إلي الطعام وأوقد النار لينضج الطعام فجاء هذا الشيخ الكبير وسجد أمام النار لأنه كان يعبدها فقال له سيدنا إبراهيم قم أتعبد النار فقام الرجل وخرج فأرسل الله جبريل إلي سيدنا إبراهيم: ياإبراهيم لم تتحمله ساعة وأنا أتحمله ستين عاماً فجري خلفه سيدنا إبراهيم وقال له هلم إلي الطعام فقال الشيخ لم؟ فقال إبراهيم: لقد عاتبني ربي فيك فقال الشيخ إله رحيم لابد أن يعبد وأسلم الرجل وهناك رحمات خاصة بأهل المساجد ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وكان بالمؤمنين رحيماً رأي رسول الله أما تمسك بولدها فقال: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار فقالوا: لا. قال: "فالله أرحم بعباده من هذه بولدها" رواه البخاري حتي أن العلماء يقولون: "حتي أن إبليس يتطاول لتدركه رحمة الله وأتي له ذلك ولكن من رحمة الله يخيل لك ذلك يقول الإمام علي بن أبي طالب: لو قيل لي يوم القيامة سنجعل حسابك لأبيك وأمك لرفضت لأن الله سيكون أرحم بي من أبي وأمي.
ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن أرسل إليهم رسولاً ملأت الرحمة قلبه فكان أرحم الناس خلقاً وأوسعهم عطفاً وقد وصفه الله تعالي بهذه الرحمة فقال سبحانه: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين" آل عمران: .159