في رثاء شهيد !!
شط المزار غداة البين إذ وقعا
وذقت من وجدك الآلام والوجعا
وزارك اليوم طيف كنت تعشقه
فبث في القلب حزن كان قد هجعا
واستوقفتك ديار لست تنكرها
كانت نرابعها للدين منتجعا
واستعبر الطرف لما هاجه أثر
على جدار لحيفا انهد وانصدعا
يا ربع حيفا سقاك الله مغدقة
تهديك روضا قشيب الزهر قد مرعا
قد خنت يا ربع عهدا كان يجمعنا
فصرت رمزا لوصل جذ فانقطعا
وغاب عن دوحك المياد هادله
له نواح إذا استبكيته فجعا
أوهاجه طرب رقت عقيرته
كلحن حاد إذا ما مده ارتجعا
وحل بالدوح ليل ما له بلج
غدافه حام حول الدار فانقبعا
وصاح في دوحة المختار ينذرها
هجوم سرب يحاكي الصقر والبجعا
فدك حصنا منيعا لا شبيه له
وفل سيفا له التاريخ قد ركعا
فراعت الضبع أشبالا بمأسده
بها ثوى عمر المختار واتدعا
ليث ببرقة ما ذلت جحافله
يوما ولا خان خلان ولا خدعا
شيخ شريف إذا ما قومه ذكروا
خر الصليب بأرض الروم منقلعا
شيخ عفيف تحاشى كل موبقة
أتاه رب الورى من فضله الورعا
شيخ وقور كساه الشيب من هرم
فما أتى شيخنا في شيبه البدعا
لما استبدت بأرض العرب فاشية
أذاقها عمر الأحزان والفزعا
وكالها كيل ليس يظلمها
فسام جيش العدا خسفا بنا صنعا
وخط بالسيف في البيداء ملحمة
فاقت ملاحم مما حيك أو وضعا
ونال من ربه روحا ومغفرة
وجنة الخلد في الفردوس قد ودعا
أضحت ثغورك يا مختار منهبة
وهل صمودك يوما ذل أو خضعا ؟
فكيف تكبو جياد قادها قزم
وتخطيء النبل سربا حام مجتمعا ؟
يا معشر العرب قد طالت ضغائننا
سلطاننا بعد عز صار منخلعا
ومجدنا دال حتى ذل مجمعنا
وبأسنا بيننا قد زاد و اتسعا
حتى تسنى لراع كسر شوكتنا
أغار ليلا على ما عز وامتنعا
فراع بالشهب صبيانا ومحصنة
وهد برجا على في الجو مرتفعا
ولاذ خوفا بأوكار لحاقدة
تسوس شعبا خسيسا العرق قد وكعا
فأورث الغرب آثاما ومنقصة
لما بغى ضد شعب ما جد ودعا
سيعلم الغرب من أخزته فعلته
وحاز وجها ذميما أنفه جدعا
إذا طما سيل دين الله مندفعا
وسح عون من الرحمن أو همعا
شركي محمد بن سعيد
" المغرب "