االطفل : ماذا لو امتدت يده إلى ما لا يملكه ؟ . .
الإستحواذ على ما يملكه غيرنا دون وجه حق ، عادة قد يكتسبها بعض الأطفال ،
ومعنى ذلك أنها ليست وراثية أو فطرية ، وهي في الوقت نفسه ليست حدثا منفصلا
قائما بذاته ، وإنما هي سلوك يعبر عن حاجة نفسية ، ويمكن فهم هذا السلوك في
ضوء دراسة الطفل ومعرفة الدوافع وراءها . .
* الدوافع :
قد يرجع سبب السرقة إلى سد الرمق والحاجة الشديدة لدى الفرد ، وتعتبر أسهل
الحالات علاجا وقد يرجع السبب إلى إشباع هواية : كركوب الدراجات ، أو
الإشتراك في بعض الهوايات التي تستلزم نقودا أو مشاهدة فيلم . . وهي سهلة
العلاج أيضا .
وقد يرجع سبب السرقة إلى شعور الفرد بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه ، فيسرق
قصد النفقة على الأصدقاء ، ومن خلالهم يشعر أنه محبوب ، وهناك سرقة تأتي
نتيجة مرافقة الطفل جماعة فتسدة .
وهناك سرقة بدافع الإنتقام و إلحاق الضرر بشخص يكرهه السارق .
كما يمكن إرجاع أسباب السرقة إلى الإسراف في الشدة بالنسبة للطفل الذي ينشأ
في أسرة قاسية يسودها تفكك في العلاقة بين الأبوين ، والتي كل منهما يريد نزع
الأولاد إلى جانبه ، مما تقوى شوكة الطفل في مواجهة الطرف الآخر . .
وقد يحدث هذا الميل نتيجة شعور بحاجة للملكية ، وينبغي تشجيع هذا الدافع في
إطار متوازن حتى لا يتحول إلى أنانية مفرطة .
* علاج الضاهرة :
ينبغي للطفل أن يتعرف على الوظيفة التي تؤديها السرقة حتى يتمكن من العلاج .
ويجب أن يكون هذا العلاج مبكرا ، حتى لا تصبح عادة متأصلة في سلوكه ، ويصعب
علاجها .
وينبغي أن تتسم معاملة الطفل بالإتزان فيتخللها عطف من دون ضعف ، وحزم من
غير عنف ، لأن التوسط في الشيء أقضل الأمور ويؤدي إلى نتائج مقبولة .
* التربية السليمة خير وقاية :
ويجب أن يراعى إشباع الحاجات النفسية عند الطفل : كالحاجة إلى الأمن و الأمان
والحرية والتقدير ، والحاجة إلى النجاح . كما يجب العمل على تكوين الوازع الديني
وتعميق القيم الدينية الراسخة التي تحض على الصدق والإخلاص و الأمانة واحترام
حقوق غيرنا . . .