لخص الدكتور محمود ناظم النسيمي ما تؤدي إليه الحرية الجنسية من أضرار مهلكة و مدمرة للفرد و المجتمع بالأمور التالية :
1. إن إطلاق العنان للإنسان في ممارسة رغباته و إشباع غرائزه و شهواته تؤدي بلا شك إلى أضرار فادحة تلحق بصحة الفرد و تدمر كيان الأسرة ، لبنة المجتمع الأساسية .
فإن استغراق الفرد في شهواته تجعله عبداً لها ، بحيث تكون شغله الشاغل و تصبح جوعة دائرة لا تشبع و لا تستقر ، مما تجعل منه أسير هوى جنسي ،و الذي يعتبره علماء النفس أشد الأهواء خطراً على النفس البشرية .
2. الفواحش هي السبب الوحيد تقريباً للإصابة بالأمراض الزهرية ، وأهم العوامل في انتشارها ، كالإفرنجي و السيلان البني ، و داء نقص المناعة المكتسبة _ الإيدز _ و غيرها كثير . كما أن المناسبات الجنسية و خاصة الشاذة سبب جوهري لانتقال الانتان من جهاز تناسلي لآخر .
و الانتانات التناسلية من الأمراض المعطلة عن العمل ، عدا عما ينجم عن الإصابة بها من صرف للأموال في التداوي ، و من إمكانية حدوث الطلاق ، و تفكيك عرى الأسرة .
3. اللواطة _ كما رأينا _ تزيد على الزنى بمضار متميزة ، فالفاعل المعتاد على اللواط تنحرف عنده الميول الجنسية ، فلا يميل إلى معاشرة زوجته ، و قد يقدم على طلاقها ، أو ممارسة الشذوذ الجنسي معها بإتيانها في الدبر .
أما الملوط به فيتعرض لتوسع الشرج و ارتخاء المصرة الشرجية و قد يصاب بسلس غائطي ، و قد يرتكس نفسياً فيتخنث .
4. الهوى الجنسي و ما يتبعه من شذوذات جنسية لها أثرها الضار على الصحة الجسمية و النفسية ، مشكلة عوامل هدامة في كيان الفرد و بناء المجتمع .
5. إن شيوع التمتع باللذة الجنسية بالطريق المحرم ، و تيسير الوصول إليها يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج الشرعي و تهربهم من مسؤولية بناء الأسرة التي هي لبنة المجتمع .
مما يفكك عرى هذا المجتمع و تحويله إلى أفراد لا يجمع بينهم أي روابط مشتركة ، و هذا ما يؤدي إلى تدمير المجتمع برمته .
إن الدارس المنصف لتحريم الإسلام لهذه الفواحش ليقدر عظمة هذا الدين عندما يرى العواقب الوخيمة التي يجنيها مرتكبوها ، و التي سيعانون من آثارها ربما طيلة حياتهم ، و التي تجعلهم يندمون حتماً ، و لكن حين لا ينفع الندم